📁 مقالات قد تعجبك

حقيقة ويندوز 12 ومستقبل الذكاء الاصطناعي في ويندوز 11: هل ضاعت خطة مايكروسوفت؟

 


حقيقة ويندوز 12 ومستقبل الذكاء الاصطناعي في ويندوز 11: هل ضاعت خطة مايكروسوفت؟

بحلول نوفمبر 2025، نكون قد ودعنا رسميًا حقبة نظام "ويندوز 10" بعد توقف دعمه الأمني، وهي اللحظة التي انتظرها الملايين بترقب مشوب بالأمل والقلق. كان الأمل معقودًا على أن تقدم شركة مايكروسوفت طوق نجاة جديد يُدعى "ويندوز 12"، لينقذ المستخدمين من تجربة "ويندوز 11" التي واجهت انتقادات واسعة بسبب مشاكل الأداء ومتطلبات التشغيل الصارمة في بداياتها.

كان الجميع يتوقع "المنقذ"، ولكن الواقع التقني اليوم يكشف مفاجأة مغايرة. أين اختفى "ويندوز 12"؟ وهل نحن أمام خدعة تسويقية أم استراتيجية ذكية من مايكروسوفت؟ في هذا المقال، وبناءً على أحدث التقارير التقنية، نكشف لكم الحقيقة الكاملة.

المقدمة: نهاية ويندوز 10 وسرّ غياب ويندوز 12

لسنوات خلت، ضجت المواقع التقنية بشائعات تتحدث عن نظام ثوري قادم يحمل اسم Windows 12. كان المستخدمون يتوقون لنظام يمحو "مرارة" الانتقال الإجباري إلى ويندوز 11. اليوم، ورغم أننا نستخدم أجهزة حديثة ومتطورة، إلا أن الاسم الظاهر على الشاشة لا يزال "Windows 11". هذا الأمر أثار تساؤلات مشروعة حول مستقبل نظام التشغيل الأهم في العالم.

القصة الكاملة: لماذا اختفى اسم "ويندوز 12"؟

بناءً على تقارير وتحليلات موثوقة من مصادر مثل Windows Central، فإن مشروع "ويندوز 12" لم يكن محض خيال، بل كان يحمل الاسم الكودي الداخلي (Hudson Valley). ومع ذلك، حدثت تغييرات استراتيجية كبرى داخل أروقة مايكروسوفت أدت إلى "تجميد" الاسم، وأبرز الأسباب هي:

  • تجنب تشتيت السوق (Fragmentation): خشيت مايكروسوفت من تقسيم السوق إلى ثلاث فئات (10، 11، 12)، وهو ما سيخلق كابوسًا للمطورين والشركات التقنية.
  • تغيير القيادات: مغادرة "بانوس باناي"، الرئيس السابق لقطاع ويندوز، أدت إلى تغيير جذري في الرؤية، حيث فضلت الإدارة الجديدة دمج الميزات الثورية لويندوز 12 داخل تحديثات ويندوز 11 الضخمة (مثل إصدار 24H2 الذي صدر في 2024) بدلاً من إطلاق منتج جديد كليًا.

ما وراء الكواليس: منصة Germanium وثورة التغيير الجذري

التغيير الأكبر ليس في الاسم، بل في "جذور النظام" نفسها. لقد قامت مايكروسوفت باستبدال القاعدة البرمجية لويندوز 11 (التي كانت تسمى 'Nickel') بقاعدة جديدة متطورة تسمى "Germanium".

أبرز مزايا منصة Germanium:

  • كفاءة الطاقة: إعادة كتابة أكواد إدارة الطاقة لدعم المعالجات الحديثة (خاصة ARM)، مما يمنح عمر بطارية أطول بكثير.
  • الأمان عبر لغة Rust: بدأت مايكروسوفت باستبدال أجزاء حساسة من نواة النظام (Kernel) المكتوبة بلغة C++ بلغة Rust الحديثة والأكثر أمانًا، لتقليل مشاكل الذاكرة والأعطال النظامية.

هل جهازك مستعد؟ متطلبات الذكاء الاصطناعي الجديدة

للاستفادة من ميزات الجيل الجديد، لم يعد التركيز فقط على المعالج المركزي (CPU) بل على وحدة جديدة تسمى وحدة المعالجة العصبية (NPU). هذا المعيار مطلوب لقوة لا تقل عن 40 TOPS (تريليون عملية في الثانية)، وهو ما يميز الأجهزة المعروفة بـ "Copilot+ PCs".

إن وجود NPU قوي يحدد ما إذا كان جهازك سيشغل ميزات الذكاء الاصطناعي المعقدة محليًا (On-Device AI) دون الحاجة للاتصال المستمر بالإنترنت.

ميزات مستقبلية أصبحت واقعًا في ويندوز 11

بفضل القاعدة الجديدة (Germanium) والتركيز على الذكاء الاصطناعي، حصلنا على ميزات كانت تُسوق على أنها "حصرية لويندوز 12"، وأصبحت الآن جزءاً من ويندوز 11 المحدث:

  • ميزة الاستدعاء (Recall): قدرة النظام الثورية على تذكر كل ما قمت به على جهازك، للبحث عن المعلومات بلغة طبيعية.
  • دقة فائقة تلقائية (Auto SR): تحسين جودة الألعاب ورفع دقتها باستخدام الذكاء الاصطناعي من داخل النظام مباشرة.
  • الترجمة الحية (Live Captions): ترجمة فورية لأي محتوى صوتي أو مرئي صادر من الجهاز.

السؤال المنتظر: هل سنرى ويندوز 12 فعليًّا؟

تشير التحليلات التقنية إلى أن اسم "ويندوز 12" قد يظهر للنور في عام 2026 أو ما بعده كخطوة تسويقية بحتة (Rebranding). ولكن من الناحية التقنية، لن يكون هناك "تثبيت جديد كليًا"، بل سيكون استمرارًا لسلسلة التحديثات المتطورة التي نراها اليوم.

الخلاصة: هل تشتري جهازًا جديدًا أم تنتظر؟

نصيحة الخبراء النهائية:

إذا كنت لا تزال تستخدم ويندوز 10، أنت الآن خارج نطاق الدعم الأمني الرسمي، مما يعرض بياناتك للخطر. الدعم انتهى في أكتوبر 2025.

عند شراء جهاز جديد، استثمر في جهاز يحمل شعار Copilot+ أو يحتوي على معالج (NPU) قوي، لضمان قدرته على تشغيل ميزات المستقبل التي لن تعمل على الأجهزة التقليدية.


تعليقات